لا يقتصر الهدف الأساسي من عمليات السمنة على التخلص من زيادة الوزن المفرطة، والوصول إلى القوام المثالي، لأنه من الممكن أن يصل المريض إلى هذا الهدف، ولكن قد يتعرض لحدوث بعض المضاعفات مثل: حدوث القيء المتكرر، الضعف العام، نقص الفيتامينات، وغيرها من المضاعفات؛ مما يتعارض مع الهدف الأساسي لعمليات السمنة، وهو الوصول إلى الوزن المثالي بأمان، وبصحة جيدة. لكي يتحقق ذلك الهدف، هناك بعض العوامل التي تساعد على نجاح عمليات السمنة بشكل كبير دون حدوث أي مضاعفات، وسوف نتعرف أكثر في هذا المقال على تلك العوامل، وما هي أسباب نجاح عمليات السمنة؟ كل هذه التساؤلات سيقوم الدكتور أحمد سمير استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة، وعضو الجمعية المصرية لجراحات السمنة والمناظير، بالإجابة عنها وذلك من خلال توضيح خطوات نجاح عمليات السمنة، وهي ما يلي:
- اختيار جراح السمنة المناسب:
إن اختيار جراح السمنة الماهر من العوامل الأساسية التي تضمن نجاح العملية بنسبة كبيرة، لذلك يجب أن يكون جراح السمنة لديه الكثير من الخبرة والمهارة وأن يكون قد أجري العديد من عمليات السمنة المختلفة، ويجب أيضًا التأكد من نتائج عمليات السمنة التي أجراها، وهل وصلت الحالات للوزن المطلوب بصحة جيدة أم لا؟ كما يجب أن يكون ذو أمانة وصدق في اختيار نوع العملية المناسبة وفقًا لحالة المريض، ويجب أيضًا أن يكون حريصًا على الاهتمام بمتابعة مرضاه قبل وبعد العملية.
- تحديد نوع العملية المناسبة:
أهم خطوة لضمان نجاح عمليات السمنة هو اختيار نوع العملية التي تناسب المريض وفقًا لنظامه الغذائي، حالته الصحية، عمره، وزنه، مؤشر كتلة الجسم لديه، هل يعاني من أي أمراض مزمنة مثل: ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو أمراض القلب، هل يتناول أي أدوية تعمل على سيولة الدم أو تجلطه، هل قام سابقًا باتباع أنظمة غذائية قاسية؟ هل قام بإجراء أي عمليات سمنة سابقًا؟ فنجد أن عملية تكميم المعدة بالمنظار ليست مناسبة لكل الحالات، هناك حالات يناسبها عملية التكميم البكيني أو عملية التكميم الدقيق أو عملية تحويل المسار، وهناك حالات أخرى يمكن أن تخضع لتركيب الكبسولة المبرمجة، لذلك كل هذه التساؤلات يجب الإجابة عنها خلال الجلسة الأولى التي تتم بين المريض والطبيب الجراح لاختيار نوع العملية المناسبة بدقة، وذلك لضمان الوصول إلى الوزن المثالي بصحة جيدة.
- الأدوات المستخدمة في عمليات السمنة المختلفة:
إن الأدوات المستخدمة في العمليات كالمنظار، الدبابيس، الدباسات الذكية، وغيرها من الأدوات يجب أن تكون آمنة، مُعقمة، وحديثة، وذلك لتسهيل العملية ولضمان ظهور النتائج بصورة باهرة سريعًا دون حدوث أي مضاعفات مثل: حدوث تسريب أو الإصابة بالعدوى أو حدوث نزيف.
- اختيار المستشفى التي ستجرى بها العملية:
من العوامل الهامة لضمان نجاح العملية هي المستشفى التي يقوم فيها الجراح المتخصص بإجراء جراحات السمنة المختلفة، فيجب أن تكون على أعلى مستوى من النظافة والأمان، وأن تكون مزودة أيضًا بأحدث الأجهزة لتوفير محيط صحي وآمن للجراح للحصول على أفضل النتائج بعد إجراء العملية.
- الاستعداد الجيد قبل إجراء عمليات السمنة:
قبل إجراء أي جراحة يتم إجراء لقاء بين الطبيب الجراح والمريض، ويتم من خلاله الاتفاق على بعض التعليمات التي يجب الالتزام بها، وتشمل ما يلي:
1- التوقف عن التدخين تمامًا قبل موعد الجراحة بأسبوعين.
2- الامتناع عن تناول أي أدوية تتسبب في سيولة الدم أثناء الجراحة.
3- عدم تناول الأطعمة الدسمة قبل إجراء الجراحة ببضعة أيام.
4- الصيام عن الطعام والشراب قبل موعد إجراء الجراحة ب 12 ساعة.
5- عدم تناول أي أدوية قبل مراجعة الطبيب.
6- عمل بعض الاختبارات والفحوصات اللازمة للاطمئنان على الصحة العامة قبل إجراء الجراحة مثل: تحليل صورة دم كاملة، وظائف الكبد والكلى، وعمل تحليل السكر التراكمي.
- اتباع المريض لتعليمات الطبيب الجراح بعد إجراء العملية:
من أهم وأكبر عوامل نجاح عمليات السمنة المختلفة هو اتباع المريض لتعليمات الطبيب بعد إجراء الجراحة. إن 50 % من نسبة نجاح العملية تكون نتيجة لمهارة الطبيب و50% نتيجة اتباع المريض لتعليمات ما بعد العملية لتجنب حدوث أي مضاعفات مثل: حدوث تسريب، حدوث تمدد في المعدة أو زيادة الوزن مرة أخرى.